عاد الاهتمام مجددًا بآثار سيناء على مختلف عصورها السابقة والتي جمعها المجلس المصري للآثار في متحف أثري هو الأول من نوعه شيد بمدينة العريش المصرية على ساحل البحر المتوسط، وجمعت الآثار والمحفوظات التي أودعت أرففه لمشاهدتها بعد أن عثر عليها من أماكن مختلفة بسيناء، وأخرى من متاحف ومخازن متخفية بعدد من مناطق القطر المصري. ويضم المتحف بعضًا من الآثار التي استردتها مصر من إسرائيل، حيث تعمدت إسرائيل سرقتها أثناء احتلالها لهذه المنطقة في الفترة ما بين 1967 حتى 1982 بعد قيامها بحملة واسعة من البحث عن الآثار قيل وقتها إنها متعمدة لأجل الوصول لآثار تكرس ُتأصيل وجودها في هذه المنطقة. التنمية بالآثار متحف آثار العريش أنشئ بمدخل مدينة العريش الشرقي وعلى مسار طريق حورس القديم على مساحة 16 ألف متر مربع، استمر بناؤه نحو ثلاث سنوات، وتم افتتاحه مطلع الأسبوع الماضي اعتبره خبراء الآثار المصرية إضافة مهمة للحفاظ على كنوز مصر الأثرية من الاندثار والضياع، بينما رأى القائمون على أمر التنمية في شبة جزيرة سيناء أن تشييد المتحف يعكس أهمية توجه الدولة المصرية لإحياء رافد جديد من روافد التنمية المختلفة؛ بغرض إحياء صحراء سيناء وتحقيق المنظومة المستهدفة بمسابقة الزمن لتعميرها وزرعها بالبشر حتى لا تبقى مفرغة، في حين ينظر أهالي سيناء لهذه الخطوة أنها عودة للاهتمام بواقعهم وماضيهم الثقافي؛ نظرا لأن المتحف به جزء خاص لعرض تاريخ أهالي سيناء وتراثهم الشعبي الذي كثيرًا ما اشتكوا من إهماله وعدم النظر في أمره بالجدية المطلوبة. آثار متحف العريش ليست مجرد قطع أثرية للعرض المتحفي بقدر ما هي منظومة عرض تنقل من يشاهدها عبر دروب ومسالك سيناء الساحلية والجبلية والتي كانت مسار الجيوش والغزاة على مر العصور، والتي كانت طريق حورس الفرعوني الحربي، وطريق العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر، وطريق الحج الإسلامي من مصر إلى الأراضي الحجازية، ومن بوابة إلى أخرى يختلف سيناريو العرض باختلاف الأزمان التي تؤرخ لها الآثار المعروضة، كما يقول السيد سليمان -مدير متحف آثار العريش- الذي أشار إلى أن عدد القطع الأثرية بالمتحف (2815) قطعة لعصور مختلفة تمثل الحضارة الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية. [b][b]